عن المدونة

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

29 سبتمبر 2001


سيبقى تاريخ 29 سبتمبر 2001 راسخا في ذاكرة عشاق الديربي لما شهده من حادث مؤسف لازال اليوم في أذهان عشاق هذا العرس الكروي .
المناسبة كانت نصف نهائي كأس العرش بين الغريمين و إستحق بإمتياز أن يحمل منذ ذلك اليوم ديربي الحزن،، ففي الدقائق الأولى من المقابلة سقط اللاعب يوسف بلخوجة مغمى عليه، اعتقدت الجماهير حينها أنه تلقى ضربة من زكريا عبوب الذي كان بجانبه لكن الفتى الرجاوي كان فقط يحاول إسعاف غريمه الذي سقط مغشيا عليه دون أي إحتكاك مع لاعب ما.
تدخل أطباء الفريقين والإسعاف وحمل اللاعب بسرعة للمستشفى لكن القدر لم يمهله ليفارق الحياة مخلفا أسفا وحزنا عميقين في نفوس لاعبي وجماهير الفريقين ليتحول يوسف بلخوجة شهيدا للديربي البيضاوي للأبد.
يوسف بلخوجة من مواليد مدينة القنيطرة سنة 1976، داعب الكرة مع أصدقاء الحي ولما اشتد عوده التحق بالفئات الصغرى للنادي القنيطري حيث اكتسب الثقة وطور إمكانياته، لكن الكاك كانت وقتها في دهاليز القسم الثاني وطموح الشاب كان أكبر من اللعب في غياهب قسم الظلمات، ليلفت مستواه الأنظار و يعجب به المدرب الحالي للأسود بادو الزاكي إذ كان أول من انتبه لهذه الموهبة حينما كان مدربا لسبورتينغ سلا فقرر ضمه للفريق ودخل في مفاوضات جادة مع النادي القنيطري لجلبه، لكن القدر شاء لبلخوجة والزاكي مسارا آخر فقد ساءت العلاقة بين المدرب وفريقه السلاوي ليعلن الانفصال عنه، إذ إلتحق الزاكي بالوداد كمدرب واصطحب معه مشروع جلب بلخوجة الذي التحق مع مكتشفه بالوداد موسم 1999-2000.
خدمت الظروف بلخوجة حينما احترف الشبوكي بليبيا فتحول بلخوجة من مشروع لاعب شاب للاعب رسمي لا غنى عنه وسط دفاع الوداد رفقة محمد بنشريفة.
كان لاعبا مميزا وفنانا حقيقيا ذو أدوار متعددة فقد لعب الفقيد في كل مراكز الدفاع وفي وسط الميدان مما استدعى ضمه للمنتخب المغربي سنة 2001، لعب لقاءين ضد كل من الغابون وكينيا وكان يستعد للانضمام لمعسكر الأسود لكن القدر لم يمهله كثيرا ليلتقفه الموت بغتةً في مباراة الديربي فارق الحياة على إثرها فوق المستطيل الأخضر و امام أنظار الآلاف من الجماهير التي بكت فراقه في مشهد دراماتيكي ألغى كل الفوارق و الحزازات بين الجماهير ليحزن قلبي الودادي و الرجاوي و بعدهم المغربي على فراق لاعب لم يعمر طويلا في عالم المستديرة.
حفيظ الصحفي الرجاوي

0 التعليقات:

إرسال تعليق